المجلس العسكري: لن ننتظر «الحرية والتغيير» طويلاً ولن نسمح بتسليم السلطة إلى الشيوعيين
20 يونيو 2019 | صحيفة السودانالخرطوم – قالت مصادر مقربة من المجلس العسكري السوداني لـ«الاتحاد» إن المجلس لن ينتظر قوى الحرية والتغيير طويلا، وأنه لن يسلم السلطة لها طالما يقودها ويسيطر عليها الحزب الشيوعي واليسار، وأن القضية أصبحت قضية بقاء. وأكدت المصادر التي تحدثت لـ«الاتحاد» من الخرطوم أن القضية بالنسبة لقوى التغيير هي صراع على السلطة، وليست قضية ديمقراطية أو حقوق إنسان، لأن هذه القوى غير ديمقراطية داخل هياكلها، وليس قضية احتجاج على ضحايا فض الاعتصام، لأن قيادات قوى التغيير يتحملون جزءا من المسؤولية عما حدث، بإطالتهم أمد التفاوض والاعتصام بدون معنى، ولأن الواجب كان يحتم عليهم التوجه إلى ميدان الاعتصام فور علمهم بأمر فضه لحماية المعتصمين، وأن يقوموا باستدعاء وسائل الإعلام والاتصال بالمجلس العسكري الانتقالي لإنقاذ الموقف.
وقالت المصادر: «إن قادة قوى التغيير الآن يستخدمون قضية فض الاعتصام كقميص عثمان، للضغط على المجلس العسكري وتأليب الجماهير ضده».
وأضافت هذه المصادر أنه إذا لم يتقدم جزء من قوى الحرية والتغيير لترتيب الأوضاع، سيتجه المجلس لإجراء مشاورات لتشكيل الحكومة الانتقالية، ثم إجراء انتخابات بعد 9 أشهر، لأن البلد لن تظل هكذا بدون إدارة. وأوضحت المصادر أنه أصبح من الواضح أن المجلس العسكري لا يستطيع أن يستأنف التفاوض مع قوى الحرية والتغيير من حيثما انتهت الجولات السابقة، وهو يرى الآن أنه لابد من إشراك القوى الأخرى ووضعهم في الاعتبار، وهو الأمر الذي ترفضه قوى التغيير.
وأشارت المصادر ان قوى التغيير تسعى الآن لدفع المجتمع الدولي والإقليمي للضغط على المجلس، وقللت المصادر من تأثير ذلك العامل، باعتبار أن الأولوية عند المجتمع الدولي والإقليمي الأولوية هي للاستقرار في السودان، أكثر من الحرية والديمقراطية، وبالتالي فإن العسكريين يظلوا بالنسبة لهم ركنا أساسيا في هذا الاستقرار، وأشارت في هذا الصدد إلى أن لغة تيبور ناجي مساعد وزير الخارجية الأميركي تجاه المجلس العسكري متعاونة وليست صدامية. وذكرت المصادر ذاتها أن قوى الحرية والتغيير ارتكبت خطأين كبيرين، نتج عنهما استقطابات في المجتمع السوداني، أولهما أنها رفضت قبول الإسلاميين الذين انحازوا للثورة، وأغلقت تكتل قوى الثورة على نفسها، مما نتج عنه خلق تكتل إسلامي سلفي مضاد، وثانيهما أن قوى التغيير عندما وجهت سهامها لمحمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس المجلس العسكري وإلى قوات الدعم السريع التي يرأسها، واستخدمت ضدهما لغة التحقير والدونية، أفرزت استقطابا بين القوى الحديثة وقوى الريف أو الهامش، مما نتج عنه لجوء حميدتي إلى الاستقواء بالإدارات الأهلية وزعماء القبائل، التي هي قوة لا يستهان بها.
الاتحاد
تعليقات الفيسبوك
